تعمل المؤسسة وعبر برنامج تعزيز سبل العيش على إعادة ثقافة الزراعة إلى المخيمات الفلسطينية إذ تعود خلفية أغلب اللاجئين الفلسطينيين الى الفلاحة حيث شكل الفلاحون اغلبية اللاجئين الفلسطينيين. ولكن حرمانهم من ارضهم وتكدسهم في المخيمات أدى الى ابتعادهم قسرياً عن الزراعة. على الرغم من ان العديد من اللاجئين الفلسطينيين عملوا في مجال الزراعة بعد لجوئهم الا ان انحسار الأراضي الزراعية مقابل الامتداد السكاني أدى الى تراجع الزراعة مقابل العمالة في المدينة وفي العمار وغيره. ولكن بعض المخيمات التي ما تزال قريبة من الأراضي الزراعية لازال سكانها بشكل كبير يعملون في الزراعة مثل مخيم الرشيدية في لبنان.
وبهذا بدأت المؤسسة بتطوير برنامج للتدريب على الزراعة وبالذات الزراعة الحضرية في المخيمات الفلسطينية من خلال الاستفادة من بعض المساحات المتاحة داخل المخيمات بهدف تحسينها وزراعتها والاستفادة من منتوجاتها على مستوى الحي او المحيط السكني كما تم العمل على زراعة الأسطح داخل المخيمات الفلسطينية زراعة عضوية والقيام بدورة تدريبة خاصة بموضوع الزراعة الحضرية والزراعة العامودية وأساليب الزراعة الحضرية وخصوصياتها ومحاذيرها.
يعتبر العمل الزراعي أحد وسائل العمل البيئي والثقافي والوطني الى جانب كونه يساهم في تحسين المشهد العام في المخيمات بإدخال اللون الأخضر والمزروعات بأنواعها الى المخيم. كما و يضفي هذا العمل نظاماً غذائياً جديداً على حياة العائلات وكذلك يعزز المشاركة والألفة من خلال توزيع الفائض من الانتاج على الاقراب والجيران. ولا ننسى ان الزراعة وكثافة النباتات على الاساطيح في المخيم تساهمان في تنقية الهواء واستقطاب الكائنات الحية المفيدة للبيئة مما يضفي جمالية لهذه المخيمات. كما و تم استخدام بعض الأسطح المزروعة في عمل بعض النشاطات التوعوية والترفيهية مع الأطفال في مختلف أعماره.
ويمكن لزراعة الأسطح في المخيمات أن تكون مصدر دخل إضافي إذا ما تمت بشكل مدروس وعملي وفقاً للمساحة المتاح استخدامها. فهذا الدخل يمكن أن يكون مادياً عبر بيع المحصول أو عينياً عبر الاستفادة من هذه المنتجات للاستخدام المنزلي.
يتكون البرنامج الزراعي من تدريب شامل يحيط عبره المشارك بتفاصيل زراعية تساعده على الاهتمام بنباتاته ومزروعاته. يتضمن هذا التدريب كيفية تحضير الأرض والاعتماد على الزراعة العضوية والرعاية المستمرة للنباتات وكذلك صناعة الكومبوست والمكافحة المتكاملة للآفات بالطرق العضوية والمنزلية. وللتأكد من قدرة المتدرب على تطبيق هذه المعلومات يتم زيارته بشكل دوري واعطائه الإرشادات اللازمة وكيفية التدخل السريع في حل المشكلات. وليكتمل المشهد يتم تجهيز هذه الأساطيح بالمعدات والأدوات الزراعية اللازمة والأحواض المناسبة وكذلك البذور والشتول وحتى المعدات اللازمة لصناعة الكومبوست الخاص بها.
سعت المؤسسة من خلال العمل الزراعي إلى تطوير قدراتها وكفاءتها في تربية النحل والمواشي والدواجن وترافق ذلك مع تدريبات مهنية في مجال تربية الحيوانات والدواجن.
تعمل مؤسسة جفرا في سوريا على برنامج الزراعة وتربية الدواجن والمواشي. منذ خضع مخيم اليرموك للحصار بدأت المؤسسة بتطوير برنامجها الزراعي عبر استغلال المساحات المتوفرة في مخيم اليرموك وزراعتها والاهتمام بها للحصول على الغذاء وتوزيعه على الأهالي المحاصرين. كما عملت المؤسسة على زراعة الأراضي الزراعية في يلدا وببيلا وذلك بهدف تأمين فرص عمل للعديد من اللاجئين عبر توظيفهم للعمل في الزراعة و إنتاج محاصيل للاستخدام في برامج المرأة لتحضير الأغذية والمونة المنزلية.
تصنيفات : برامج جفرا